(2)
الأحداث تتكرر ولا نتعلم
"......فحملته أمه منتحبة على كتفها حيث ظهرت صورتها فى صحيفة اليوم التالى تقف وسط الجموع الهادرة أسفل لافتة من القماش تعلن أن ديروط ترحب بالسيد وزير الصحة" .هذه أحد المشاهد التى استخدم فيها مستجاب تقنية التكثيف بكل براعة معبرًا عن حالة الجموع المتحمسة لفكرة براقة،لم تحط بها الجماهير علمًا،ولم تجعل منها هدفًا لها يومًا ، إنها حشود مساقة يجمعها الأمل والتغييب ! "كان الناس يزمرون وينشدون ويصرخون ويهتفون ، وعاشت مصر حرة مستقلة ويحيا الأحرار ولتسقط الحزبية" وبمرور الكلمات يبدأ مستجاب برصد خطايا الحماس الأجوف ، "قام وطنى همام بتوبيخ الخفير ونعمان ، واستطاع أفراد ذوو دربة أن ينزلوا الخفير ونعمان، وأن يأمرهما بالهتاف والتصفيق".أى عبث بنعمان المنتزعة قُلْفته انتزاعًا ، ليسيل دمه وتنتفض قريته لتحارب قرية حلاق الصحة ، ويذكرنا مستجاب أن هناك عدوات قديمة بين القريتين أعادتها قُلَفة صبى وحلاق صحة غير حاذق !لتجرى به أمه يمنة ويسرة وتأتى به وتذهب لا تدرى ماتفعل ، لتدفعها الحشود فى مشهد لا تريده ولا تعرفه . ليتجلى الصراع الأبدى بين من يسعى لأهداف يدعى أنها سامية فى مقابل العوز والفاقة والحاجة ! "أن يقف أحد الهاتفين على ظهر الحمارة معلنًا ساعدته الصارخة بزيارة الضيف الكبير" ، هذه عبارة عن فحواها كيف تسوق الجموع أمامك لتصنع منهم صورة وفق هوى السلطان ؟! وتتصدر تلك الصورة الصحف والمجلات !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق