ستون عاما ياوطنى قضيناها فى متاهات لاتنتهى . أم أكثر من قرنين تائهين عن علامات الحق التى توصل لها الأجداد .
دولة الظلم ساعة ، ودولة العدل كل ساعة...ياوطنى من قال هذا كائن فضائى لم يرى قابيل وهابيل...لم يرى مقتل عثمان وعلى والحسين...أخيراً وليس بآخر لم يرى موقعة الجمل ومحمد محمود باشا !
فى العقد العشرين أنا ، بمقياس متعفنى ومتسلطى هذا الزمن كل حركة وكل فعل منى تعبر عن طيش...عدم خبرة...نزوة...تهور...مثالية لاتجدى...طاقة تذهب فى اللاشئ وأخيراً ضحل المعرفة .
ياوطن لقد هرمت، نعم هرمت...لقد تقوس ظهرك...ألم تسمع وترى عمودك الفقرى تنفرط عقده. هرمت ياوطن بشيوخك الفانين...يتشبثون بماذا هؤلاء المنافقون لذواتهم، حتى المرآة تسخر منهم وتريهم صبغة الشعر ولاتريهم فساد أرواحهم التى اعتادت أن تمتص الأرواح الشابة الثائرة.
تلك الأرواح لم تسقط فى حلبة الصراع بعد...لم تسقط فى بئر الخيانة، تلك الأرواح مازالت تقاوم الخبائث...مازالت عند القول،لم تتلون،باقية على العهد. إلى أن تأتى الريح والدنيا بخبائثها التى لا تنتهى فتصاب بعض الأرواح بالتقزم والتهرء وهذاءات لا تنتهى إلا بدود الأرض يأكل جسد تحلل من قبل تُحركه روح فسدت تنافس الشيطان فى تكبره.
ياوطنى لاتبتئس، مادامت الأرض تدور حول الشمس...سيتوالد كل يوم صبى ترضعه أمه حلم الوطن الأبى، سيكبر الصبى ويكافح شيوخ الجحيم وفئرانه الرمادية . سيأتى يوم للعدل يجب كل سنيين الظلم !