إصدار الهيئة العامة للكتاب 2012
محمد مستجاب
كتابة المقدمة لإبراهيم أصلان
نعمان هذا حيلة أمه المستكينة،وفلذة كبدها المتليف،ونتاج عقلها الجمعى المتخلف!نعمان الأسطورة،نعمان الذى كلما يموت لا تكف أمه عن استيلاده ذكراً..أباً..أخاً..ابناً..متسلطاً..ثائراً خاضعاً.
"يلوح لى أن الخطر الحقيقى الذى يطارد استقرارنا أن الرب بدأ الحكاية معنا بصفتنا صيادين-أورعاة،ثم أنهاها بعد استدراجنا لنصبح فلاحين،لقد كان الأمر يحتاج إلى فطنة أكبر كى نفهم اللعبة.........."
الوجودية فى أبسط صورها ، والعبث يضفى الهيبة على كلماتها الأفعوانية.كل هذا يجعل القارئ غير بعيد عن الإحساس بالشؤم واللؤم،وقدما فى الواقع وآخرى تتعثر فى سخرية لطيفة !!
كان يمكن أن يسمى القصة مذكرات نعمان عبد الحافظ،من أوراق......لكنه أراد أن يسخر من الواقع والقارئ ومن نفسه ! التاريخ السرى وهو تاريخ مشاهد نحياه جميعا ، بل وإمعانا فى الإستهزاء بالتاريخ أن يؤرخ لحياة النمل بأحداث فاعلها الأفيال . "......لا يمكنه أن يحدد العام الذى ولد فيه نعمان ، يقينا كان الراشيتساغ الألمانى قد أحرق تمهيداً......".
"استبان لنا أن ثمة من يدعى الشيخ ربيع مرسى بلال.......،ولم يكن شيخا بالمعنى المفهوم ، اذ كان مجرد صبى توقف نموه وفقد القدرة على الحركة والكلام،وقصد مرات من عقيمات وصاحبات حاجة ، فلما وضح أنه محدود الاستجابة هجر ، ومات دون معجزة تذكر"
يزداد الأمر عبثاً لتكتشف الأخطاء الإملائية فى أولى صفحات الرواية -هكذا أرها- بعد توطئة ثورية لإبراهيم أصلان عن المشروع الذى له تاريخ ! فأمثالى من النمل ربطوا دائما بين ماما سوزان والقراءة للجميع -لم يصل بى الحد قطع الصفحة الأخيرة المبتلاة دائما بصورة السيدة الأولى كما فعل آخرون- ومع إلهام داخلى متأخر -دون يقين- بأن عقل السيدة الصغيرة كالأفيال لن ينتج فكرة بهذا التأصيل والنظام . لأجد نفسى أمام حقيقة جلية الحكيم الموفق هو صاحب الفكرة وصلاح عبد الصبور عينا زرقاء اليمامة يُذكر بالأمل وينحى الألم على غير العادة ، ليكفلها الأب سمير سرحان.....ولتبدأ رحلة البحث عن مرضعة ، وللأسف لم يجد غير مرضعة ابليس ! وعندما كانت الشمطاء تضع رجلها فى مكان تزحف أسراب الجراد ورائها ، لتصنع صورة يراها البعيد مكتبة الأسرة الذهبية ولكن فى قلبها جراد ينهش أصلها . وعلى عهدة أصلان انسحب الجراد ويسميها أصلان الجهات الداعمة.....هراء خانك اللفظ أيها الراوى!!
".....وقد حدث أن واحدة من موسرات بحرى البلد وبعد مباحثات استغرقت خمس صفقات،أفرغت رغبتها الخيرة فى أذن أم نعمان:أن تأذن فى اقتناء نعمان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق