الجمعة، 21 أكتوبر 2011

الجميع مذعور

 أعلم أن كل مايكتبه المعلقون والمحللون على أحداث أمس هو هراء! كله هراء! نحن ننصح ونحلل قرارات أناس بلغوا من العمر عتيا، وشاب شعرهم مما عرفوه، ان قلنا أن الدين نصيحة فآذانهم ثقبت منذ سنيين مديدة. ماذا نقول وماذا نفعل؟ الجميع يعلم ماهو الصواب والخطأ، الجميع يعلم أين يجد مصلحته ومصلحة الوطن، متى يعلى مصلحة الوطن ومتى يتجاوزها، وعلى الرغم من معرفة الصواب نتجاهله عمدا وهذه فئة جاثمة وباركة على السلطة وثانية تتراوح بين الصواب والخطأ عموم الناس وآخرى مغيبة.
أفضل وصف لما يحدث هو أن مصر مذعورة -من قبل كانت ميتة- مصر شعبها مذعور، مصر سلطتها مذعورة مرتعشة وهذه لا أفهمها! سلطة مرتعشة منفعلة أفهم أن الإنفعال كجذوة النار المشتعلة يمسك فى الهشيم وما أكثر الأفئدة المحطمة، لكن ماذا عن السلطة المنظمة والجيوش القادرة مما تخاف؟!  تخاف من خيالها!! نعم من خيالها، لأن خيالها تعفن من فسادها الممنهج ذى الأوتاد. نعم فساد صدم من حجم فساده، فساد ملايين، فساد يكتشف أنه سيقتلع من جذوره بل مفترض أن يفعلوه هم بأيديهم!! هذه كما يقولون سخرية القدر .
  الكل يتواطئ الآن ليحافظ على هامش ربح من سنوات عجاف سابقة ومن سنوات الضباب والضياع القادمة، الكل يتواطئ ليحافظ على مركزه فى ظل ضبابية مقصودة، الشعب أعمى يعبر الطريق والسلطة ترى تشاهد كل شئ.....تشاهد العربات المسرعة تشاهد الصواريخ والمجنزرات....يعلمون أنهم سيدهسون الشعب وهم يشاهدون فيلم الشعب يريد حرية عيش عدالة من أجل كرسى السلطة المريح.

   الشعب أعمى يريد عبور الطريق ، لكن الأعمى يمتلك البصيرة....يمتلك حواس آخرى ، يعرف أن هناك ضوء، يعلم أن هناك شمس تشرق وتغيب كل يوم . سيأتى يوما ما مشرقا عندما يصبح الناس باطنهم كظاهرهم . ربما عيناه مغلقتان، لكن هناك فى ذهنه حقائق حاضرة بدونها تقوم القيامة وتنتهى حياة هذا الكون. هذا هو الوعى الجمعى للمجتمع، هذا هو الضوء الذى يداعبنا منذ الخروج من الأندلس !!

ليست هناك تعليقات: